الثلاثاء, 2025-07-08, 8:10 PM
جريدة أخبار مصر الإلكترونية
 
قائمة الموقع

فئة القسم
مقالاتي [34]
مقالاتي [0]
بهذا القسم كل افكاري ورؤيتي

تصويتنا
قيم موقعي
مجموع الردود: 31

إحصائية

المتواجدون الآن: 2
زوار: 2
مستخدمين: 0

الرئيسية » مقالات » مقالاتي [ إضافة مقالة ]

محمود كمال \يكتب

يتناقل موقع «يوتيوب» منذ أيام مجموعة من أشرطة الفيديو التي صوّرها جنود في الجيش الإيراني، خلال وجودهم في سوريا، والقيام بمهام لدعم القوات السورية الموالية لنظام بشار الأسد. وعلى عكس تصريحات المسؤولين الإيرانيين بأن إيران لا تدعم نظام الأسد عسكريًّا، فإن أشرطة الفيديو تحت عنوان «الإيرانيون في سوريا» Iranians in Syria، تؤكد العكس تمامًا، وتوضّح أن الخبراء العسكريين الإيرانيين، يُوجّهون قوات الأسد، ويُديرون العمليّات ضدّ الثوار، ويتنقلون بحرّية تامّة وأقاموا مكاتب خاصّة بهم لإدارة نشاطاتهم العسكريّة في سوريا، كذلك فإنهم يحملون أحدث أنواع الأسلحة. والآن، فإن إيران بالذات، التي حوّلت نفسها إلى جزء من الأزمة السوريّة بسبب تحيّزها لنظام الأسد وتوجيه حزب الله اللبناني لمساعدة قوات الأسد، تُريد الآن أن تصبح طرفًا في حلّ هذه الأزمة. إن أوّل خطوة لبناء الثقة مع الشعب السوري وفتح صفحة جديدة هي سحب الخبراء والعسكريين الإيرانيين من سوريا. وإقناع حزب الله بوقف مساندته قوات الأسد. إن ذلك سوف يُساعد إيران أكثر لو أنها واصلت مساندتها لنظام الأسد وبالتالي المجازفة بخسارة نفوذها في المنطقة بعد نهاية هذا النظام.

لقد كان واضحًا خلال الأسابيع الستة التي تلت انتخابه المفاجئ رئيسًا للجمهورية الإسلامية في إيران، أن أهمّ هدف وضعه حسن روحاني نُصب عينيه، هو إخراج إيران من عزلتها الدوليّة. وفي الوقت الحاضر، أمامه فرصة نادرة للاستفادة من الأزمة السوريّة بالذات، لتحقيق هدفه.

ممّا لا شكّ فيه أن وراء التحوّل في السياسة الإيرانية، من خلال التفاوض حول برنامجها النووي والقيام بدور لإنهاء الأزمة السوريّة، خطّة لتحسين سمعتها تُؤدّي إلى خفض ورفع العقوبات الدوليّة المفروضة عليها. ويبحث روحاني عن مخرج لإنهاء العزلة الدوليّة لبلاده، بعدما زادت معاناة إيران وشعبها بالذات في الأعوام الماضية عندما كان محمود أحمدي نجاد يتبادل الاستفزازات مع الغرب وإسرائيل، فيما ألحقت العقوبات خسائر كبيرة بالاقتصاد وأرهقت كاهل الشعب الإيراني.

ونقلت صحيفة «هاندلزبلات» الألمانية عن مهدي سنائي النائب الإيراني وعضو اللجنة البرلمانيّة لقضايا الأمن والدفاع، قوله: إن خامنئي أعطى الحرّية المطلقة لروحاني كي يعمل لهدف إخراج إيران من عزلتها والتفاوض مع الولايات المتحدة. وهكذا فإن روحاني مقارنة مع الذين سبقوه في منصبه، أمامه الآن فرصة لا تُعوّض، وقد يُصبح أهمّ رئيس إيراني إذا تمكّن من تحقيق خطّته في إنهاء العزلة الدوليّة لإيران وإعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسيّة مع الولايات المتحدة، والمساهمة في إنهاء الأزمة السوريّة.

والمُلاحظ أن روحاني ووزير الخارجيّة في حكومته محمد جواد ظريف، مهّدا بسرعة للبدء بعمليّة إخراج إيران من عزلتها الدوليذة. ففي الخامس من سبتمبر فاجأ روحاني العالم بإرساله تهنئة إلى اليهود لمناسبة حلول السنة الجديدة عندهم، وكتب على موقع «تويتر» أن إيران لم تُنكر حصول محرقة اليهود (هولوكوست)، ثم أعرب عن استعداد بلاده لوقف برنامج تخصيب اليورانيوم في مفاعل «فوردو» بالقرب من مدينة «قم» إذا رفع الغرب العقوبات المفروضة منذ سنوات على إيران، وذلك بعد أن أمر بتسليم ملف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني إلى وزارة الخارجية في طهران، وكان قبل ذلك بأيدي التيار المتشدّد في القيادة الإيرانية، وأخيرًا، أعلن عن استعداد بلاده للقيام بدور بناء في حلّ الأزمة السورية.

ماذا وراء النهج السياسي الجديد في إيران؟ لقد أشيع مؤخرًا أن روحاني اطلع بعد استلامه منصبه على ملف الأوضاع الاقتصاديّة في إيران، وكان ذلك صدمة له لأنه اطلع على معلومات تعكس حقيقة الوضع الكارثي لبلاده، والذي يزداد سوءًا بسبب استمرار العقوبات الدوليّة المفروضة منذ سنوات طويلة على إيران. كما تبيّن له أن المعلومات التي حصل عليها، أقل كثيرًا من ما هو معروف، وأن إيران على وشك الوقوع في فخّ الإفلاس ومصارفها مثقلة بأعباء الديون. فقد تراجعت قوّة الشراء بقوّة، ولم تعد الشركات الإيرانيّة قادرة على الإنتاج كما في السابق، وتحتاج البلاد إلى كميّات من العملة، مقابل زيادة كبيرة في نسبة التضخّم، وارتفاع كبير في عدد العاطلين عن العمل. وهكذا أدرك روحاني خطورة الوضع المُزري الذي تُعاني منه بلاده، وأن ذلك يحتاج إلى خطّة عاجلة لإنقاذ البلاد من كارثة. وعلى الفور أبلغ خامنئي بحقيقة الوضع، لكونه يعلم أنه يحتاج إلى الضوء الأخضر منه، قبل اتخاذ أيّ قرار، وأن مستقبل البلاد مرهون برفع العقوبات الدوليّة المفروضة عليها، ومن العبث مواصلة العمل بالنهج السياسي المتشدّد الذي عمل به أحمدي نجاد ومن سبقوه في منصبه.

لا شكّ أن روحاني وظريف طارا إلى نيويورك، وهما يعقدان آمالاً كبيرة على ما سيجري هناك. وكتب ظريف الذي أصبح يرأس وفد بلاده للمفاوضات حول البرنامج النووي على موقعه في الفيسبوك، أنه يأمل أن تُتوّج مهمّته هناك بالنجاح.

وسيُراقب بشار الأسد بريبة وشكّ التقارب المرتقب بين إيران والولايات المتحدة، خاصّة أن تقييمهما كان مشابهًا بشأن قضيّة الأسلحة الكيماويّة السوريّة، والذي بحسب تحليل المراقبين يُسهم في تحقيق تقارب بين طهران وواشنطن. فقد انتقد روحاني بشدّة أكثر من مرّة، استخدام غاز الأعصاب ضدّ المدنيين في سوريا، كما أيّد المبادرة الأمريكيّة - الروسيّة للتخلّص من الأسلحة الكيماويّة السوريّة. ويبدو أن روحاني لم يعد يرق له انحياز بلاده لبشار الأسد وقال مؤخرًا إن بلاده مستعدّة لقبول رئيس جديد في سوريا ينتخبه الشعب السوري، وأنه أصبح يرى بالذات بعد جريمة السلاح الكيماوي في ريف دمشق بتاريخ 21 أغسطس الماضي، ضرورة تعديل موقف بلاده من الأزمة السوريّة مثلما تمّ تعديل موقفها حول الهولوكوست والبرنامج النووي والعلاقات الدبلوماسيّة مع الولايات المتحدة. بذلك أمام روحاني فرصة مواتية بأن تذكره كتب التاريخ بأنه الرجل الذي غير معالم السياسة الإيرانية وأعاد بلاده إلى الحظيرة الدوليّة. لكن قبل ذلك سوف يُقاس الرئيس الإيراني الجديد بأفعاله وليس بأقواله. ولتكن البداية في سوريا.



الفئة: مقالاتي | أضاف: محمود (2013-10-06)
مشاهده: 9044 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الأعضاء المٌسجلون فقط يٌمكنهم إضافة تعليقات
[ التسجيل | دخول ]
طريقة الدخول

بحث

أصدقاء الموقع
  • إنشاء موقع مجاني
  • منتدى الدعم والمساعدة
  • افضل 100 موقع
  • Facebook
  • Twitter
  • مقالات تقنية

  • Copyright MyCorp © 2025تستخدم تكنولوجيا uCoz