أحمد الجابري يكتب : لماذا السيسي رئيسي؟ - 4 من أوكتوبر 2014

25_5_2014
( إن مسئولية كرسى الحكم ليست نـزهة أو تشريفاً، لكنه تكليف على صاحبه، الذى يجب أن يكون خادماً حقيقياً للشعب المصرى العظيم، وأن يكون قدوة فى العمل والاجتهاد- سأتواصل مع الشارع خلال الفترة القادمة.. و الحكم ليس نزهة لأن المصريين زاد وعيهم السياسى وعرفوا طريقهم جيداً ولن يرضوا برئيس فاسد أو متقاعـس، لن أضع برنامجاً انتخـابياً وهـمياً، بل سيكون البرنامج واقـعياً وقابلاً للتنفيذ على أرض الواقع، وفى أوقات زمنية قريبة، لأن الشعب تحمل الكثير خلال السنوات الماضية، وآن الأوان أن يحصد نتائج ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وهـذا حـقه ).
بتلك الكلمات الواعية المدركة لحقيقة الموقف ، أعلن المشيروالمواطن المصري/ عبد الفتاح السيسي ترشحه لانتخابات موقع ومنصب رئيس الجمهورية ، بعد أن نادت وتحركت جموع وجماعات من ابناء شعب مصر على اختلاف فئاتهم و وظائفهم وأعمارهم وثقافاتهم ، في منظومات موحدة ومتوحدة على سلامة الرأي بأن هـذا الرجـل سواء شاء برغبته أو بضغط وتفويض ورغبة من الشعب ، يجب ان يتولى قيادة هذه البلاد في مواجهة ما أعـد لها من تخطيط مسبق ، سواء للبيع أو للتبعية أو للإندثار ، والتخلف عن موقعها والتنازل عن مكانتها الحضارية والتاريخية في قيادة الأمم والبلدان ، لأن الله قد أثبت لنا أن عين هذا الصقر،وفكرهـذا الرجل و وعيه لما يدور- بحكم خبرته العملية وتركيبته العسكرية الإستخابراتية القئمة على قاعدة الحفاظ على الأمن القومي للبلاد والحفاظ عليه – كانوا وراء ماقام به في الثلاثين من يونيو 2013،وما سبقه من حال الترقب والمتابعة والمراجعة للمسئولين عن زمام البلاد وقتها ، وقرر في الوقت المناسب – بتوفيق من الله وارادة – أن يتصدر المشهد مدافعا عن البلاد وما يدبر لها في الخفاء ، ومتوليا لزمام الأمن والحماية لشعبها ضد كل من أضمر سوءا أو نية للتلاعب بمقدرات هذا الشعب .
ومما لاشك فيه أن جموع من أبناء مصرفي الداخل والخارج قد غمرتهم الفرحة لإعلان المشير السيسى خبر إعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة على حسن الظن للتعافى من القلق الذى عشناه ..و بدءاَ لمرحلة جديدة تتطلب من كل من يحب مصر التوحد والتكتل لمواجهة أي مخططات إرهابية غير معلنة ممن يكرهون لهذا الوطن قائدا غيرهم لأسباب تخصهم وحدهم ، ولكن لماذا السيسي الآن ؟
اولا: لأنه وأثناء دراسته الأكاديمية الاستراتيجية في أمريكا قدم بحثا عن : «الديمقراطية فى الشرق الأوسط»، تناول خلاله تأثير الديمقراطية على بلدان الشرق الأوسط، وكذلك تقييم الظروف الاستراتيجية والسياسية فى المنطقة، وسلّط الضوء على التحديات، والمخاطر، والمزايا التى يقدمها النموذج الديمقراطى، إضافة إلى وجهات نظر مختلفة لدول الشرق الأوسط، والدول الغربية نحو الثقافة وآثار الفقـر، والتعليم، وغياب وجود الرؤية الاستراتيجية، ودور الدين، والطبيعة النفسية للشعوب، والحكومات، والمخاطر الكامنة فى الديمقراطيات الجديدة.
ثانيا: أعلن في بحثه أنه ينبغى على الهيئات التشريعية أخذ تعاليم الإسلام بعين الاعتبار ولن تكون هناك حاجة لإنشاء سلطات دينية منفصلة ، فهو رجل مسلم ويعلم بحكم قيادته للجيش انه لابد من التعايش على قدم وفكـر رجل واحد في الوطن الواحد الذي يمثله ويدافع عنه جيش واحد ذو عقيدة ثابتة تقوم على المؤاخاة والتناظر في الحقوق والواجبات .
ثالثا: رجل مدرك لطبيعة الصراع الإسرائيلي العربي في المنطقة على أنه ليس اسرائيلي فلسطيني فقط ، ومن هنا أذهلت رؤيته اخـوة اللغة والـدم والتاريخ في الولايات العربية الأخرى ، فكان له في قلوبهم وعقولهم كل تقدير و تأييد ورغبة في المساندة ،وقد أوضح درايته بأن العديد من القادة المستبدين يدّعون أنهم يؤيدون نظم الحكم الديمقراطية لكنهم لا يرغبون فى التخلى عن السلطة، وبعضهم لديه أسباب وجيهة لذلك، فبعض البلاد غير معدة أو منظمة بطريقة تجعلها تدعم حكومة ديمقراطية، والأهم من ذلك، وجود بعض المخاوف المتعلقة بالأمن الداخلى والخارجى للبلدان، فالعديد من قوات الشرطة والجيش فى هذه البلاد موالية للحزب الحاكم ، ومن هنا نتوقع ان يكون له رؤية تطبيقية في علاج تلك الاشكالية .
رابعا : بحكم كونه رجلا ذا خلفية وتربية عسكرية، فإنني وعلى غير المنتقدين لرئيس له هذه الخلفية ، أرى أنه الأوْلى والأجـدر، لأن القائد العسكري لا ينام ولا يهدأ له بال إلا إذا اطمأن أن خطته الاستراتيجية –في بناء الجندي وإعداده وتغذيته وتدريبه وكسائه ومنامه – قد تمت على أكمل وجه ، بالدقة والسرعة والتوقيت الذي حُـدد لها ، لذلك فإنني أعتقد أنه سوف يقيم دعائم دولته الجديدة على نفس تلك القواعد والاركان ، وهانحن نرى ونشاهد ولا ينكر إلا العميان ، ماتقوم به افراد القوات المسلحة من إنشاء وتعميير وتشييد على طول البلاد وعرضها ، وما تقدمه من انتاج غذائي متكامل في كل الانحاء من خضر وفاكهة ولحـوم وخبز وغـيره من احتياجات المواطن اليومية ، بعدما اصبح ضمن وحداته مايختص بالعمل في هذه المجالات مستغلا قدرات المجندين ايجابيا في وقت السلم لخدمة المجتمع ، مع الاستعداد الدائم والتام للدفاع العسكري عن البلاد خارجيا ، وداخليا كما شاهدنا إذا تطلب الأمـر !
خامسا: أن هـذا الرجـل وبحكم عمله السابق ، وقراءته للمستقبل وبوجـوده بين اصحاب صناعة القـرار ، قد علم أن البلاد في خطر ، فوضع روحه في راسه ووضع رأسه على كفه ، وجعلها فداءَا لبلاده وبني أهله من الشعب بكل فئاته وطوائفه ، وتصدى للخـطر الذي أحدق بالبلاد وكاد يفتت وحدتها وكيانها الذي طالما تغنينا بها ، سمة يتميز بها هذا الشعب ، وفي الوقت المناسب ، اتخذ القائد الحكيم قراره ، والبلاد في أشـد الحاجة في الفترة الراهنة لصاحب القرار الصائب المدروس القائم على المعطيات مستهدفا تحقيق الهدف . فهل بعد ذلك وغيره عندي ان شئتم كثييير – هل بقي هناك من يسأل : لماذا السيسي الرجل العسكري الآن ، رئـيسا لمـصر ؟؟

	الجمعة, 2024-05-03, 8:31 AM	أهلاً بك ضيف \| RSS
	جريدة أخبار مصر الإلكترونية
الرئيسية التسجيل دخول